2008-04-09

باقى من الزمن صفر


جلس محمود على اقرب كرسى قابله بعد دخوله منزله وكان منهك القوى وشديد التعرق جلس على اطراف الكرسى محنياً الرأس والظهر سانداً مرفقيه على كلتا ركبتيه مغطياً وجهه بكفيه تاركاً مساحة لانفه ان تلتقط بعض الهواء الصادر من نافذة كانت قريبة من مدخل الباب

رفع رأسه كان زائغ النظر وكأن هناك شبورة او غمامة امام عينيه تحجبها الرؤية اخذ ينظر الى ما استطاعت عينيه ان تصل اليه وبعد نفساً عميق وزفير اعمق وقف على قدميه وعينيه تنظر الى ذلك المقبض الذهبى لذلك الباب الذى يقع فى اخر الردهة المؤديه لغرفة النوم والمعيشة وصل الى الغرفة وامسك مقبض الباب ودخل الى الغرفة بمنتهى الحرص والبطأ محاولاً عدم احداث اى ضوضاء وكأن طفلاً نائماً بالداخل ويخشى من ايقاظه لكنه اضأ النور وذهب الى ذلك الحامل الذى كان يحمل لوحة ظن انها لم تكتمل بعد وكانت اللوحة مغطاة بشال من الحرير الابيض وقبل ان تلمس يداه الشال سمعها وهى تقول له لن ترى تلك اللوحة قبل ان انهى عملها هذا مستحيل من فضلك اتركنى الان فهذه الساعات اقضيها مع نفسى ولا اريد ان يزعجنى احد.كانت غريبة بل كانت اشد غرابة فى الايام الاخيرة قالها لنفسه محاولاً ايجاد اى تبرير لقسوتها معه تلك الايام .كان يظن ان عدم انجابهم للأطفال كان السبب فى ضيقها مع انه لايوجد اى مانع عنده او عندها ولكنه كان يحبها وكان يعرفها جيداً وكان متأكداً من انها تمر بأوقات عصيبة وكان يعرف الوقت المناسب لمباغتتها واخذها بداخل
احضانه فبل ان تسيل دموعها لذلك كان يتركها ترسم وتقضى معظم اوقاتها بداخل مرسمها الذى كان منطقة محرمة له لحين اشعاراً اخر
كانت تعرف مدى حبه لها وكانت هى ايضاًشديدة التعلق به من ايام الدراسة حتى زواجهم من خمس سنين كان بالنسبة اليها العالم ظنت انها بمعاملته بقسوة سوف تقلل من حبه وتعلقه بها خاصة فى تلك الايام كانت تريد منه ان يهملها وان لا يتعود على وجودها بجانبها كانت تريد منه ان يعتمد على نفسه فى سد احتياجاته وعدم اللجوء اليها كلما احتاج اليها كانت تريد ذلك ليس لانها ملت الحياة معه وليس لانها تريد فعلاً ان تتفرغ لهوايتها وليس لانه عبء عليها تريد التحرر منه ليس لكل ذلك فقط كان تريده ان يعتمد على نفسه لانها لن تكون موجودة فى المستقبل
افاق على رنين هاتفه النقال وكان على الطرف الاخر اخوه الصغير يخبره بأن يجهز نفسه وانه سوف يكون عنده بعد ساعة لاستطحابه الى دار المناسبات لتلقى العزاء وبعد ان اغلق الهاتف رجع بعينيه الى تلك اللوحة المغطاة بالشال الحرير ورفع ذلك الشال ليجد اخر ما رسمته زوجته وفوجئ بما رآه فقد كانت كل هذه المدة ترسمه

هو

33 Comments:

Blogger سنووايت said...

جميلة القصة واجمل ما فيها الخاتمة
جميل ان تكون اخر ذكري تتركها رسمت بكل هذا الحب

March 23, 2008 at 12:17:00 AM GMT+2  
Blogger لحظة تأمل said...

ياااه
قصة جميلة

قد يفقد الانسان اغلى من لديه ويدرك حتى بعد فراقه انه مازال يعطيه من حبه حتى بعدما فارق الدنيا

انه الحب حقا

تحياتى واعجابى

March 23, 2008 at 2:49:00 AM GMT+2  
Blogger meshmesha said...

رائعه
اجمل ما فى الحب هو طوال فترة عطائه ما هو الا مشاعر متجاذبه مع بعضهانتيجة اختلاف اطرافها و اذا اتهدد الحب ده بفناءه تجده متجسدا فى ذكرى خالده عطاءه لا يمكن محوها ابدا

يمكن اكون كئيبه شويه فى احساسى ده بس فعلا الحب الحقيقى عمره قصير ده ان وجد

March 23, 2008 at 9:45:00 AM GMT+2  
Blogger walaa said...

بجد فعلا وصفتها جيدا فعندما تقسو المرأه على الرجل تكون اما كرهته
يا اما احببته بطريقة الجنون وهى تقسو عليه لكى لا تتعلق بيه اكثر واكثر
بس ممكن هو يكون جرحها بدون ما يقصد
تحياتى ولاء

March 23, 2008 at 11:55:00 AM GMT+2  
Blogger nouna said...

انها روعة الحب

March 23, 2008 at 7:51:00 PM GMT+2  
Blogger samourai 4 ever said...

لقد ابكتنى هذه القصه
و ادمعت عيناى و قلبى
و كم مر زمن على بكائم الاثنان معا
لك كل الاحترام
و دمتـــــــــــــــــــــم

March 24, 2008 at 2:18:00 AM GMT+2  
Blogger د/اجدع بنوته said...

يااااربى

ربنا يقوينا ع اى لحظه زى دى

فعلا ماصعبه فراق

القصه جميله وبسيطه ومترتبه

واحداثها متستسله ومترابطه جدا

موفق

March 24, 2008 at 11:34:00 PM GMT+2  
Blogger لحظة تأمل said...

كم من الصعب ان يدرك كل هذا الحب بعدما تذهب الحبيبة

كم من الصعب ان تخفى حبها وتبدله امامه لقسوة حتى يتحمل فراقها

كم من الصعب ان يعرف ان قلبها ويداها وكل ما تملك كان ينسج صورته حتى تستطيع الصبر على الفراق وتعويض احساسها به
ولكنه ادرك ذلك بعد ذهابها

كم من الصعب ان تحيا هى بهذه المشاعر حتى تاتى نهايتها ويحيا هو بعذاب فراقها وازدياد حبه لها

حقا لقد احكمت صنع الكلمات فجعلتنى اتخيل النظرات واراهم كاناس حقيقيين وارى ما بداخلهم من مشاعر مختفية ما بين سطور كلامك

تحياتى لابداعك

March 24, 2008 at 11:36:00 PM GMT+2  
Blogger The Alien said...

وجعت قلبي يا أيمن
بجد حسيت بحزن كبير

تحياتي

March 25, 2008 at 12:09:00 PM GMT+2  
Blogger micheal said...

هايل يا أيمن...قصه صحيح حزينه بس تأثر في الواحد جامد
تحياتي

March 25, 2008 at 2:15:00 PM GMT+2  
Blogger ياسر شمس الدين said...

ليه كده موت ووجع قلب فعلا كلام جميل واسلوبك رائع يا فندم

March 25, 2008 at 3:28:00 PM GMT+2  
Blogger محض روح said...

مش عارفه اقولك ايه
كتبت وحده برضه وجعتني اوي السنه الي فاتت
كانت بتهيقلي نفس مساحه الالم
وبتهيقلي نفس التوقيت
:::::
ربنا يزيح على الجميع

صحيح
الف مبروك ويارب يكملك على خير

March 26, 2008 at 9:54:00 PM GMT+2  
Blogger raspoutine said...

اولا احب اشكر كل اللى شرفونى بتعليقهم عندى فى البوست ده وبقولهم الف شكر وربنا ما يحرمنى من دخلتكم عليا وميحرمكوش من بوستاتى اللى عارف ان معظمها حزن ووجع قلب بس والله انا من الناس اللى صعب حاجة تأثر فيهم الا بعض الحالات ومنهم الحالة دى ودى على فكرة دى قصة حقيقية وواقعية وحدثت بالفعل وانا كنت عايش معظم مراحلها الاخيرة بس الصور ما اكتملتش الا بعد كده لما قعدت وسمعت القصة من بطلها واتأثرت وبكيت لما سمعتها ولقيت نفسى بكتب عنها بعد استئذان صاحبها مع تغيير الاسماء طبعاً




سنووايت
شكرا ليكى وشكرا لتعليقك انا كمان شايف ان الخاتمة جميلة رغم حزنها
بشكرك



لحظة تأمل

البوست مكنش هيكون ليه قيمة من غير تعليقك
بشكرك على حسن متابعتك
وبشكرك على صداقتك وسؤالك عنى



meshmesha

احساسك مش كئيب ولا حاجة اومال انا اقول ايه على اسلوبى النكد ده
بشكرك


walaa

عندما تقسو المآة على الرجل فهى اما احبته بشدة او احبته بشدة
لانها اذا كرهته غدرت به فى غفلة
اشكرك


nouna

فعلاً انها روعة الحب
وحشتينى



samourai 4 ever
انا متأسف وفى نفس الوقت سعيد على تأثرك بتلك القصة
واتأسف على دموعك الغالية
وبشكرك على المتابعة

The Alien
سلامة قلبك يل بيشوى وحشتنى يا اخى مش هنتقابل قبل ما اسافر ولا ايه؟؟


micheal
صديقى واخويا احب اشكرك وبقولك زى ما قلت لبيشوى انا عايز اشوفكم يا جماعة

اجدع بنوتة

شكرا ليكى يا دكتورة


حدوتة مصرية
اسف يا سيدى والله مش قصدى اى وجع قلب ولا نكد وبعدين ماهى حدوتة مصرية برضو ولا ايه ؟


محض روح

دينا انتى فين وبعدين انتى قافلة الكومنت ليه وبعدين انتى مش اون لاين ليه وبعدين اعمل ايه ببقى عايز اطمن عليكى
والله يبارك فيكى
طمنينى عليكى لو سمحتى ولو بإيميل اوكى

March 28, 2008 at 2:32:00 AM GMT+2  
Blogger أحمد سلامــة said...

:)
حلوة المفاجأة
والاسلوب شيق
تحياتي

March 29, 2008 at 1:26:00 PM GMT+2  
Blogger سلسبيل said...

اسلوبك جميل..والفكرة حلوة واثرت فيا جدا..انا بحب الحاجات الحزينة دي
تسلم ايدك

April 10, 2008 at 10:48:00 AM GMT+2  
Blogger ميرا ( وومن ) said...

الأخ الكريم راسبوتين
دعنى اولا اهنئك علي اختيار الأسم المميز جدا
واشكرك ثانياً علي زيارتك الكريمة لمدونتي
واهنئك علي قصتك المميزة واسلوبك الرائع0

April 11, 2008 at 12:12:00 AM GMT+2  
Blogger مجداوية said...

جميلة جدا القصة
ففعلا قد نستخدم مظاهر الكرة بدافع الحب الشديد
أعتقد أن الرسم المرفق رسمك ؟فاذا كان رسمك فهو جميل جدا ولكن به فقط بعض الملاحظات الصغيرة وهو اظل والنور يجب تحديد اتجاه للنور حتى يكون هناك تجسيما بشكل أفضل فلا يكون الضوء من اليمين مثله فى اليسار وأيضا الشفة السفلى بيكون فيها اضاءة أكثر من العليا لأنها بتكون أبرز ولا تحددها بخط بل اترك الضوء والضل يبرزها دون تحديد للشكل الخارجى لها ,صحيح أنا امتنعت عن رسم
البروتريهات لكن يموت الزمار

اسعدتنى زيارتك وتعليقك اللى فى منتهى خفة الدم
تحياتى وتقديرى

April 11, 2008 at 3:10:00 AM GMT+2  
Blogger MAKSOFA said...

القصة ذات مغزي كبير وعميقة المعنى ، أولا قصة حب أحترم فيها رجل شرقي خصوصية من أحبها ، بعد أن عرف طبيعتها كفنانة ترفض القيود التي تقيد أبداعاتها الفنية، وقصة أمرأة ورغم أنها تريد من حبيبها أن يترك لها مساحة من الأبتعاد والخصوصية حتى تشعر بأن كلاهما كائنا مستقلا عن الآخر رغم رباط الحب الذي جمع بينهما وأنتهي بالرباط المقدس الذي وحد بينهما في علاقة حب مشروعة ، ورغم أدعاءها الأنفلات من قبضة وسيطرة هذا الرجل الذي أحبته الا أنها كانت تفكر فيه طوال وقت أدعاءها بالتحرر منه وكانت اللوحة التى رسمتها له أكبر دليل على ذلك ، الا أن موتها في نهاية القصة أوجع قلبي أنا شخصيا ، رغم أنني أستخلصت من تلك النهاية أن علاقة الزواج التي يبدو فيها الطرفان منسجمان ومتفهمان بشكل كبير هي قليلة في هذا الزمن ، وأن وجدت ستفرق بينهما الأقدار بشكل أو آخر
================
أعجبتني القصة كثيرا

وكمان البورتريه يافنان

April 11, 2008 at 5:19:00 PM GMT+2  
Blogger MAKSOFA said...

ربما فهمت المغزي من القصة بطريقة مغايرة لبعض التعليقات ، الا أنك تعلم أن الفن الجميل يثير في المتلقي عدة تساؤلات ربما قد لايفكر بها الكاتب نفسه عندما كتب قصتة

April 11, 2008 at 5:21:00 PM GMT+2  
Blogger  ياقوت الأزهري said...

الله
الحب حلو
والأحلى ذوبان النفس فى إسعاد المحبوب
واستباحة الروح من أجله
الفناء فى الحب
عجبتنى كتير
وعلى فكره أنا فكرك كويس جدا

April 12, 2008 at 1:30:00 AM GMT+2  
Blogger catroz said...

جمييله اوى :(

April 13, 2008 at 8:08:00 AM GMT+2  
Blogger غادة said...

جميله جدا ومعبره اوى
تخيلتها وهى مش عارفه تعمل ايه تبقى قاسيه وتعوده يعيش من غيرها وتبقى فى نفس الوقت قاسيه على نفسها وبتحرمها من اخر لحظات هتعيشها معاه
ولا تعرفه وتتمتع هى ويتعذب هو بمعرفته انه سبفقدها
عجبتنى اوى النهايه، اول ما وصلتلها ارتجفت لأنها مستنى من جوه
بجد حلوه اوى

April 13, 2008 at 5:42:00 PM GMT+2  
Blogger دنـيـا محيراني(ايناس لطفي said...

اول مره اجيء و اعتقد انها مش الاخيره القصه حلوه اوي و اسلوب سهل جذاب و الفكره نفسها رومانسيه جدا بجد حلوه جدا و الصوره كمان حلوه اوي
تحياتي لك

April 13, 2008 at 6:07:00 PM GMT+2  
Blogger بنت النيل said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
صديقى العزيز الذى لا اعلم اسمة
قصة حب جميلة
بس كانت قاسية جدا على نفسها اكتر ماكانت قاسية علية
لكنى عشت القصة وكانى هى
وكانى فى اخر لحظات الموت
اكتب لك تعليقى وانا حائرة
فى انسانة وهى فى اخر لحظات موتها تحبة وتعشقة مش بفلبها بس ولكن بمشاعرها واحساسها وعقلها وتفكر فية دائما حتى وهو معها
فعلا اتعطفت جدا معها
وبتفكيرهاوبكل شىء فيها
ولكن الموت علينا حق
صديقى اتمنى لك التوفيق
والتألق دائما لك كل تقديرى واحترامى
واسعدنى زيارتك وتعليقك
فى مدونتى
دمت بخير
بنت النيل

April 13, 2008 at 6:40:00 PM GMT+2  
Blogger Desert cat said...

لاء بجد صعبه اوى
يتجسد فيها قمة الحب

April 13, 2008 at 6:58:00 PM GMT+2  
Blogger حزيــــــــــــــــــن said...

احمد مهنى
من مدونات مصريه للجيب
برجاء مراسلتنا
قرأنا تعليقك عند عايزه اتكلم
وبنقولك ان شاء الله الفكره هتنجح بس تكون معانا
sneen.blogspot.com

April 14, 2008 at 2:46:00 AM GMT+2  
Blogger امل said...

الصراحة انا لما قرأت اسم المدونة اتخضيت وما كنتش عايزة ادخل بس لما دخلت حسيت اني بسبح في عالم جميل وقعدت اقرا في الجديد والقديم مدونتك جميلة وحالمة وطبعا "بدون مجاملة

April 14, 2008 at 1:30:00 PM GMT+2  
Blogger سبهللة said...

استاذ أيمن
انت دخلت عندى فى مدونتى وعلقت على قصيدة لاحمد فؤاد نجم
وانا اشكرك جدا
لكن عندى سؤال
انت عرفت مدونتى منين؟؟
بجد نفسى اعرف
انا لسه جديدة فى التدوين ولما بعمل سيرش على مدونتى مش بلاقيها
وشكرا ليك انك رفعت معنوياتى وحسستنى ان فى حد غيرى بيدخل على المدونة دى
سلام عليكم

April 15, 2008 at 7:00:00 PM GMT+2  
Blogger Rosa said...

مش لاقيه حاجه ارد عليها قدام المشاعر دي غير دموعي
بجد بوست ماينفعش قدامه اي تعليق

April 15, 2008 at 8:41:00 PM GMT+2  
Blogger rovy said...

سعدت بمرورى لمدونتك والتعرف على كاتب حساس وموهوب ..تقبل تحياتى
وخالص تقديرى

ROVY

April 15, 2008 at 8:46:00 PM GMT+2  
Blogger نهى جمال said...

كنت دايما ف كل مرة بسمع فيها فيلم
message in a bottle

بسأل سؤال : هل إنك تفقد حد وعارف إنه مابيحبكش أألم ولا إنك تعرف حبه ليك بعد موته ؟ أكيد في الاتنين بس التانية بتغرس أكتر وبتبقى بتوجع لما تحس انك عايزه تسمعها منه

بس تفضل جملة البطلة فيصل فيها


If some lives form a perfect circle, other take shape in ways we cannot predict or always understand. Loss has been part of my journey. But it has also shown me what is precious. So has love for which I can only be grateful

مش عارفه ايه الرغي اللي رغيته ده كله بس القصة ألمتني

تحية لقلمك
وعلى فكرة من غير ما هدعي أنا فيه ملائكة بتدعيلك كتير إنك بتدعي لحد

واطمن ماتعودتش حد يعمل خير ماردلهوش :)

امشي بقى علشان هضطرد ويارب دايما بخير

April 15, 2008 at 9:28:00 PM GMT+2  
Anonymous Anonymous said...

This comment has been removed by a blog administrator.

March 14, 2009 at 12:24:00 PM GMT+2  
Anonymous Anonymous said...

This comment has been removed by a blog administrator.

March 14, 2009 at 12:24:00 PM GMT+2  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home